سقط القناع!

أخيرا سقط القناع عن الوجه البشع للانقلاب المصري، فكل المساحيق التي استعملها العسكر لاخفاء بشاعة الانقلاب العسكري لم تكن ذات جدوى لتقنع المصريين بالذهاب الى صناديق الاقتراع من أجل مبايعة ديكتاتور جديد حملته دبابة العسكر وتلطخت أيديه بقتل وقمع والتنكيل بالمتظاهرين في رابعة العدوية وغيرها من ميادين مصر.

منذ 30 يونيو الاخيرة لم يعلو صوت في مصر على صوت المشير،الكل يرقص ويغني ويهلل باسم المنقذ الذي انقذ مصر من ارهاب الاخوان، لكن المصريين الذين ضحوا وما زالوا لم يسقطوا في الفخ وامتنعوا عن التصويت بالرغم من الدعاية الكبيرة التي سبقت الانتخابات.

مازلت اتذكر آخر انتخابات مصرية كيف كان الاقبال غير مسبوق في تاريخ اي انتخابات شهدها العالم، فالطوابير كانت طويلة والناس توجهوا من دون دعوة او اجبار او غرامة، ذهبوا باقتناع ان صوتهم له وزن وسيؤدي الى التغيير وهو ما حصل بانتخاب اول رئيس في تاريخ مصر بشكل شفاف وديمقراطي، لكن ازلام النظام السابق ممن اعتادوا على الفساد لم يستسيغوا ان يكون لمصر رئيس مدني منتخب لذلك قاموا بانقلابهم المشهور يوم 30 يونيو الماضي.

الواشنطن بوسط في افتتاحيتها هذا اليوم تحدثت عن الاحراج الذي يحس به السيسي بسبب ضعف الاقبال على التصويت، وهو الامر الذي دفع الى تمديد فترة التصويت الى يوم ثالث لا اتصور انه سيغير اي شئ.فالشعب المصري مقتنع ان الانتخابات غير شرعية ومقتنع ان تصويته لن يغير شيئا بقدر ما سيعيد مصر الى ما قبل تاريخ 25 يناير 2011.

الاعلام المصري المهزلة لم يستسغ كذلك رفض المصريين التصويت وهو الذي كان يتحدث عن 40 و 50 مليون الذين خرجوا لمنح التفويض للسيسي، فأين يا ترى ذهب أولائك الأربعين مليون؟ ولماذا امتنعوا عن التصويت؟ هذا ان صدقنا ترهات الاعلام المصري حول اعداد المتظاهرين. 
جل الاعلاميين الذين امضوا الفترة الاخيرة في تلميع حذاء السيسي العسكري وجدوا انفسهم في حرج كبير لذلك انقلبوا على انفسهم وجلسوا يسبون في المصريين ويتهمونهم بالخيانة وبدعم الاخوان.

الانتخابات المصرية الاخيرة كشفت زيف كل الشعارات التي رفعت، فضحت الاعلام المصري، فضحت الانقلاب المصري، واعادت الاعتبار للشعب المصري العظيم الذي اتهم بالانقلاب على نفسه ومحاولة صناعة دكتاتور جديد.

فوز السيسي في هذه الانتخابات امر حتمي، لكن هل سيستطيع ان يجلس على عرش مصر لمدة طويلة؟ المرحلة السهلة انقضت، والاصعب هو ما سياتي، فالسيسي الذي لا يملك اي برنامج انتخابي واي مشروع اقتصادي للنهوض بمصر سيجد نفسه في وضع لا يحسد عليه حينما سينقلب عليه الكل بمن فيهم من كان يسانده اليوم.
الشعب المصري ينتظر الكثير فاما ان تحقق له ما يصبو له واما ستجد نفسك في مواجهة ثورة عارمة ستكون ولا شك أقوى بكثير من الثورة السابقة. 

Enregistrer un commentaire